” ذاكَ الرّفيق ، فاحْفظ إلهِي أضْلعَه ” .. !

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

روحٌ وجسدين / 3

تذاكر سفر انتهت صلاحيتها ..! هذه هي الـ "أنا" ..ـ


قرأت يوماً كلمة اعتقدت صحتها لفترةٍ ما من الزمن، وهي: إما أن نركب التيار حتى يخدمنا المدّ .. أو نخسر الرهان ..


لكنها بطلت وبطل مفعولها عندما صادفتني إحدى إشارات الراشد –الرجل الراشد- في أحد الأغلفة لكتابٍ له، وقد ذكر فيها: أن ..ـ
تيار الحياة المتلون .. يتهادى وينعطف .. ويبقى جارياً .. كما كان .. وعلى جانبيه كُتَل المعاني ومنظوماتها .. وأنواع المعادلات المتناظرة .. وجوامع الدلالات المتكاملة .. تُمِدّهُ، ويُنقلها، وتُثريه، ويُغَرْبِلَهَا ..


هذا التيار الذي نسبح فيه منذ إعلان وصولنا إلى هذه الدنيا بكلمةِ "كُن" ..
لكي يتلون بأرواحنا .. يأخذنا في إبحارٍ إلى طرق وسبل ليس لها منتهى، نعم يعوقنا الحجر أحيانا وتتمسك بنا الأحياء البحرية أحياناً أخرى، ويعاكسنا الموجُ كثيراً لكنه يبقى جارياً وكذلك نحنُ..


هذا التيار الذي تتكتل المعاني ومنظوماتها على جوانبه، وتتزين حوافه بالمعادلات المتناظرة ذات الأطراف المتساوية بسبب العدالة الإلهية في العطاء للإنسانية، يجعلنا نراجع المترادفات والمتضادات في حياتنا لنعود بها إلى مستقبل بنيناه بأساسٍ ليس كمثله يُهْمَل ويُترَك لصفحاتِ الزمان كي تطويه لنعود إليه من حينٍ لآخر نمسح عنه الأتربه ونبكي على أطلاله، ولن نسمح لهذا أن يحدث، لأننا بدأنا طريق لا يوجد فيه خيار غير "مجد" نصل إليه، لنعيده ..


هذا التيار الذي يحتوي على دلالات يُكَمَّل بعضها بعضاً، ويوازي بعضها بعضاً، لكي تسير على نفس النهج الذي اختاره الله لنا وحققه رسول الله: (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيتُ لكم الإسلام دينا ..) .. إسلامنا عزيزتي دين التكامل .. دين ودنيا .. نهجٌ عشناه معاً .. نهجٌ رضيناه غاية ووسيلة .. رضينا به كما رضي لنا به خيرة البشر والرسل .. رضينا به في طفولة زيّنتها ضفائرنا .. وفتوةً تَوَّجَتها آمالنا ..


هذا التيار تَمُدَّهُ العناية الإلهية بأمواج رحمة مهداة إلى أهل الأرض .. ليَنْقِلَنَا إلأى شاطئ يجتمع فيه زمراً مع من نحبّ .. لكن ليس قبل أن نُثريه بدموع مخلصة لأن الظريق ليست معبّده وسلعة الله غالية، وليس قبل أن يُغَر}بِلْ هذا التيار ما جنيناه وينتقي الثمار الناضجة وامّا الزّبدُ فيذهب جفاء وما ينفع الناس سيبقى لتربح الكفّه يوم لا ظلّ إلا ظله ..ـ


هذا هو التيار أُخيتي .. التيار الذي يَحملُنا .. لكننا يجب أن نوجهه ونُعيد بوصلة أشرعة سفننا .. لنصل إلى حيث يجب أن نصل .. ولقد أدركنا إلى أين نريد أن نصل وحدنا وجهتنا .. وما زلنا نذكر ما تعودنا ترديده ..


أركان هذا البيت أعمدة الهدى
نمضي بها دوماً ولا نترددُ


الفهم والإخلاص والعمل النقي
ثم الجهاد أُخوّةٌ وتجرّدُ


ثقة وتضحية وطاعة ربنا
ثمّ الثباتُ نشيدنا المتوّقِدُ


هذه أخيتي أركان بيعتنا التي
نادى بنا فيها الإمام المرشدُ


... بيتٌ أعمدته الهدى عند نهاية هذا التيار ...
... فهيا أختي نُجددُ النية ونؤكد هذه البيعة معاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق